ثمَّة وعيٌّ متزايد داخلَ مجتمع العملات المشفرة حول القضايا البيئية والحاجة الملحة لمعالجتها. ومع ذلك، ما يزال ثمَّة المزيد من العمل أمام الصناعة لمعالجة تغيُّر المناخ، وفقاً لجوني ليو، الرئيس التنفيذي لبورصة العملات المشفرة ’كوكوين‘ (Kucoin).

يعتقد ليو أنَّ استهلاك الطاقة وانبعاثات الكربون المرتبطة بتعدين العملات المشفرة ما تزال “القضية البيئية الأكثر إلحاحاً” التي تحتاج الصناعة إلى النظر فيها، مضيفاً:

في دراسةٍ نشرتها جامعة الأمم المتحدة ومجلة مستقبل الأرض، وجد الباحثون أنَّ انبعاثات الغازات الدفيئة من تعدين البيتكوين وحدَها خلال الفترة 2020–2021 يمكن أن تكون كافية لدفع ظاهرة الاحتباس الحراري إلى ما أبعد من هدف اتفاقية باريس المتمثل في إبقاء ارتفاع درجة حرارة المناخ البشري المنشأ أقل من درجتين مئويتين.

مصادر طاقة متنوعة في إمدادات الطاقة العالمية لتعدين البيتكوين بين عامي 2020-2021. المصدر: Earth’s Future

ولكن مع استمرار هذا التحدي، أخبر المدير التنفيذي كوينتيليغراف أنَّ الصناعة شدَّدت على استكشاف وتنفيذ الحلول لتقليل البصمة الكربونية للقطاع، مشيراً إلى انتقال شبكة الإيثيريوم من آلية إجماع إثبات العمل إلى إثبات الحصة (PoS).

في وقت “الدمج”، قالت مؤسسة إيثيريوم إنَّ التحوُّلَ سيجعل شبكة إيثيريوم أكثر كفاءة في استخدام الطاقة بنحو 99.95٪.

كما قال ليو إنَّ العديد من مشروعات الطبقة الثانية صُمِّمت ونُفِّذت دون انبعاثات كربونية “افتراضية”، مع إعطاء البعض الأولوية لخفض انبعاثات الكربون عند بناء سلاسل عامة مخصصة للطبقة الأولى.

مقالات ذات صلة: تعدين البيتكوين قد يساعد في تقليل نحو 8٪ من الانبعاثات العالمية: تقرير

عند سؤاله عن العوائق التي تحول دون دمج الممارسات المستدامة في عمليات العملات المشفرة، أوضح ليو أنَّه نظراً لأنَّ الصناعة ما تزال في مرحلتها المبكرة، فإنَّ بعض العملات المشفرة ما تزال تعتمد على التكنولوجيا كثيفة الاستهلاك للطاقة، وأنَّ زيادة الوعي ودمج الأنظمة القابلة للتطوير والفعالة يمكن أن يسهم في معالجة أزمة المناخ داخل الصناعة.

إلى جانب ذلك، أشار إلى أنَّ الطبيعة العالمية للعملات المشفرة ستتطلب عملاً منسقاً وجهوداً مشتركة بين أصحاب المصلحة الرئيسين من مختلف المناطق للتوصل إلى أطر مناسبة للاستدامة، مشيراً إلى أنَّ لديهم وصولاً مختلفاً إلى الموارد والتقنيات المستدامة.

أمَّا بالنسبة للاستراتيجيات طويلة الأجل، قال ليو إنَّه يجب على الصناعة النظر في الانتقال إلى آليات توافقية فعالة في استخدام الطاقة، والاستفادة من الطاقة المتجددة، وبدء برامج تتبُّع البصمة الكربونية وتعويض الانبعاثات، وتعزيز كفاءة الأجهزة، وتطوير أجهزة البلوك تشين الموفرة للطاقة، وإجراء تقارير الاستدامة والشفافية.

قطاع الطاقة الخضراء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وما يخبئه المستقبل

انتهى الاجتماع السنوي الثامن والعشرين للأمم المتحدة بشأن المناخ، الذي دعا إلى مؤتمر الأطراف (COP28) في دبي في 12 ديسمبر، وكانت الحاجة الملحة للصناعات، بما فيها قطاع العملات المشفرة، في جميع أنحاء العالم متمثِّلة في التوافق مع أهداف المناخ العالمي.

قال ليو: “يمكننا بالتأكيد إيلاء المزيد من الاهتمام لزيادة الوعي العام والتصور لما يمكن أن تسهم به تكنولوجيا البلوك تشين والعملات المشفرة في الاستدامة. نودُّ أن يعرف المجتمع المزيد عن الصناعة… ما يمكننا تقديمه وإظهار تصميمنا على تعزيز الاستدامة لمجتمعنا.”

أشار المسؤول التنفيذي إلى التحدي المتمثِّل في دمج التكنولوجيا والبنية التحتية في الوضع الحالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، “الأمر الذي يتطلب بعض الجهد والوقت”، مع الأخذ في الاعتبار التعاون بين مختلف الأطراف.

كما أضاف ليو أنَّه “بالرغم من وجود الكثير مما يتعيَّن فعله، فإنَّ [منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا] تتقدَّم في مكافحة القضية البيئية، مع تأكيد مؤتمر (COP28) على أهميتها”.

إلى جانب ذلك، قال إنَّ تكنولوجيا البلوك تشين، مقترنة بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح الغنية في المنطقة والموقع الجغرافي للوصول إلى الطاقة المتجددة، يمكن أن توفر إدارة أفضل لتوزيع الطاقة واستهلاكها. كما أضاف:

في 7 ديسمبر، أعلنت (KuCoin) أنَّها تبرَّعت بمبلغ 100000 دولار لثلاث منظمات لحماية النساء والأطفال من آثار تغير المناخ والمصابيح الشمسية في أفريقيا.

مقالات ذات صلة: أبو ظبي تكشُف النقاب عن منصة البلوكتشين المُخصصة لتتبع أرصدة الكربون وتداولها

الأخبار التي تراها على هذا الموقع يتم جمعها من مواقع إخبارية موثوقة. ولذلك، يتم استخدام المصادر الأصلية قدر الإمكان.