تترقب أسواق العملات صدور بيانات سوق العمل الأمريكية (بيانات التوظيف) غدا الجمعة، والتي من من المنتظر أن يكون لها تأثير قوي وواضح بتحركات الدولار الأمريكي ومختلف العملات والسلع وسوق الأسهم الأمريكية والعالمية، وبخاصة بعد قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بالإبقاء على الفائدة دون تغيير، والتلميح بأنه لن يقوم بخفض الفائدة خلال اجتماع مارس المقبل، وهو ما قدم دعما قويا لمؤشر الدولار، وفيما يلي نظرة على البيانات المرتقبة:

أولا: نظرة على بيانات سوق العمل الأمريكي خلال ديسمبر الماضي:
شهدت بيانات سوق العمل الأمريكي أداءا إيجابيا خلال شهر ديسمبر الماضي، حيث أضاف الاقتصاد نحو 216 ألف وظيفة فقط. وأيضا، استقرت مستويات البطالة عند مستوى  3.7%، بينما كان المتوقع أن ترتفع إلى مستوى 3.8% في نفس الفترة، وكذلك سجلت الأجور نموا بنسبة 0.4% على أساس شهري خلال ديسمبر الماضي، وذلك بأفضل من توقعات أسواق العملات بأن تنمو بنسبة 0.3% خلال نفس الفترة. وهذه البيانات كان لها تأثير إيجابي واضح على تحركات الدولار أمام العملات الأخرى، لأنها عززت التوقعات بأن الفيدرالي سيبقي على السياسة النقدية التشديدية لفترة مطولة.

ثانيا: أبرز الدلائل على بيانات سوق العمل الأمريكي المرتقبة:
خلال الفترة الماضية، صدرت بيانات اقتصادية عديدة والتي قد تعطي مؤشرا سلبيا نوعا ما حول أداء بيانات سوق العمل الأمريكي خلال يناير الماضي، وفيما يلي أهم تلك المؤشرات:

مؤشر إعانات البطالة الأمريكية: أظهر المؤشر سلبية طفيفة خلال الفترة الماضية، حيث كشفت البيانات الصادرة عن مكتب إحصاء العمالة الأمريكية على مدار الأسبوعيين الماضيين عن استقرار معظم طلبات الإعانة الأمريكية قرب مستوى 215 ألف طلب، وهذا يعني ارتفاع طلبات الإعانة خلال النصف الأخير من الشهر الماضي.

بيانات التوظيف في القطاع الخاص الأمريكي: أظهرت البيانات الصادرة عن مؤسسة ADP في الولايات المتحدة، سلبية بيانات التوظيف بالقطاع الخاص الأمريكي خلال يناير الماضي، ووفقا للبيانات الواردة، ارتفع التوظيف بالقطاع الخاص بواقع 107 ألف وظيفة، وهو أقل من توقعات الأسواق التي رجحت ارتفاعه بنحو 148 ألف وظيفة فقط، كما جاءت أسوء من القراءة السابقة التي أفادت بإضافة القطاع الخاص غير الزراعي في الولايات المتحدة لحوالي 158 ألف وظيفة خلال ديسمبر الماضي.

مؤشر الوظائف الشاغرة: أوضحت البيانات الصادرة عن مكتب العمل الأمريكي، إيجابية بيانات الوظائف الشاغرة ومعدل دوران العمل خلال شهر يناير الماضي، حيث سجل المؤشر ما يعادل 9.03 مليون وظيفة، بأفضل من توقعات الأسواق والتي أشارت لتسجيله 8.73 مليون وظيفة، كما جاءت قراءة المؤشر أفضل من القراءة السابقة للمؤشر لشهر ديسمبر التي سجلت نحو 8.93 مليون وظيفة.

ثالثا: ما هي توقعات الأسواق لبيانات سوق العمل الأمريكي؟
من المتوقع أن تواصل بيانات سوق العمل الأمريكي تضررها  خلال شهر يناير الماضي بسبب تأثرها من وتيرة الفائدة الأمريكية المرتفعة، حيث تشير التوقعات إلى أن الاقتصاد الأمريكي قد يضيف حوالي 180 ألف وظيفة فقط. كما تشير التوقعات إلى نمو الأجور بنسبة 0.3% على أساس شهري خلال نفس الفترة، وأن يستقر نمو الأجور على أساس سنوي عند مستوى 4.1%، وكذلك، قد ترتفع البطالة الأمريكية نحو مستوى 3.8% خلال نفس الفترة.

رابعا: سيناريوهات بيانات سوق العمل الأمريكي المتوقعة وكيفية تأثيرها على الدولار:
يتمثل السيناريو الأول في إيجابية بيانات سوق العمل الأمريكي وأن تأتي بأفضل من التوقعات، حيث يضيف الاقتصاد وظائف بأكبر من 180 ألف وتنخفض البطالة دون مستوى 3.7%، وتواصل الأجور النمو بوتيرة قوية، وهذا السيناريو الإيجابي لبيانات سوق العمل قد يقدم دعما قويا لمؤشر الدولار نحو مستوى 104 نقطة وربما قد يتجه نحو مستوى 105 نقطة، لأن مثل هذا السيناريو سيعزز توقعات الأسواق بأن الفيدرالي لن يتخلى عن التشديد النقدي في مارس المقبل، وقد تتأجل خطوة خفض الفائدة إلى النصف الثاني من العام الجاري، وهذا السيناريو الإيجابي للدولار قد يكون له تأثير سلبي على الذهب والأسهم الأمريكية والعملات الرقمية.

بينما السيناريو الثاني يتمثل في سلبية بيانات سوق العمل الأمريكي وأن يضيف الاقتصاد وظائف بأقل  من 180 ألف وظيفة، وأن ترتفع البطالة أعلى مستوى 3.7%، ويتباطؤ نمو الأجور السنوي دون مستوى 4.1%، وعلى هذا النحو، فقد يتراجع الدولار قرب مستوى 102 نقطة أو أقل من ذلك وربما نحو مستوى 101 نقطة فقط، لأن هذا السيناريو سيعزز توقعات الأسواق بأن الفيدرالي بات قريبا من خفض الفائدة وتحديدا في مارس المقبل، وهذا السيناريو السلبي للدولار قد يؤدي على العكس إلى ارتفاع الذهب وربما الأسهم الأمريكية والعملات الرقمية.

اقرأ المزيد عن هل تدعم بيانات التوظيف الأمريكية توقعات عدم خفض الفائدة في مارس؟ السيناريو المتوقع! – مصدر الخبر

الأخبار التي تراها على هذا الموقع يتم جمعها من مواقع إخبارية موثوقة. ولذلك، يتم استخدام المصادر الأصلية قدر الإمكان.